Posted by: alnbealyken | 21/07/2009

معني أيه (اليوم أكملت لكم دينكم)

 

النظرة النصفية إلى الشيء – أي شيء كان – لا تعكس حقيقة ذلك الشيء ككل  وذلك لأن النصف سيظل نصفاً، 
ومن هنا فهو ليس مخولا أن يحكم على الكل. بل إن النظرة النصفية قد تجني أحيانا على الكل
 

 

تحول الأمر إلى ضده ولقد أصاب القرآن الكريم ما أصاب غيره من

 “الفهم النصفي” و “النظرات التجزيئية”
 فتحول الي مقاطع متفرقة لا يرتبط أحدها بالآخر، بل ويتناقض بعضها مع البعض الآخر أحياناً.
 
 ورغم أن الأئمة أكدوا على ضرورة الفهم الشمولي للقرآن فقالوا: “إن القرآن يفسر بعضه بعضا.
 
 وا كذلك: “يشهد بعضه على بعض، وينطق بعضه ببعض.” رغم ذلك فإن البعض أخذوا يفهمون الآيات
 
 
 بشكل مجزأ بعيداً عن الآيات الأخرى، بل – في بعض الأحيان
 
 
 – أخذوا يجزئون الآية الواحدة لكي يستنبطوا منها مفاهيم ما ما أنزل الله بها من سلطان
 وقد تجلى “الفهم التجزيئي” للقرآن في
 فصل الجملة القرآنية عن السياق
 
 للسياق أثر كبير على مقصود دلالة المتكلم،
 
 ونقصد بـ”السياق”: الجو العام الذي يحيط بالكلمة وما يكتنفها من قرائن وعلامات.
 
 
 وهذا
 يدلنا على أهمية معرفة منهج السياق لفهم نصوص القرآن الكريم، فما هو هذا المنهج
 ، وما أنواعه
 
 : السياق
 هو الصورة الكلية التي تنتظم الصور الجزئية، ولا يفهم كل جزء إلا بحسب موقعه من الكل
 
 
 ؛ وقد أثبت العلم أن الصورة الكلية تتكون من مجموعة كبيرة من الجزئيات المتشابهة أو المتباينة،
 

 

تدخل كلها في تركيب الصورة .
 . ولما كانت دلالة السياق من أهم القرائن التي تدل على مراد المتكلم، وإثبات المعنى المراد دون غيره، فإن
 
 المفسرين اهتموا بمنهج السياق، واعتبروا كل قول لا يؤيده السياق لا عبرة به، ولا يعول عليه .
 
 
 فأنت إذا رجعت إلى كتب التفسير، وجدت المفسرين يقولون:
 
 ” وهذا أحسن وأقوى؛ لأن السياق…”، ويقولون: ” ولكن السياق أدلُّ على المعنى
 ———
 السياقات على أنواع عديدة
 ونحن نقصر الحديث على تلك الأنواع التي تتعلق بالسياق القرآني، الذي هو مجال حديثنا، فنقول
 السياق المكاني
 
 يقصد بالسياق المكاني في القرآن
 : إما علاقة السورة القرآنية بما قبلها من السور وبما بعدها، أو علاقة الآية الواحدة ضمن السورة
 
 بما قبلها وبما بعدها من الآيات، والعلماء يطلقون على هذا النوع من السياق اسم
 ( المناسبات )
 السياق الزماني
 : يُقصد بالسياق الزماني معرفة ما نزل من القرآن أولاً، وما نزل آخراً، وتفيد معرفة ذلك عند التعارض
 بين بعض الآيات،
 
 السياق التاريخي:
 وهذا ما يُعرف عند علماء التفسير بأسباب النـزول، ومعرفته أمر مهم للمفسر، وتتوقف على معرفته فهم الآيات
 
 ، وما ينبني عليها من أحكام؛
 السياق الموضوعي:
 يُقصد به دراسة الآية أو الآيات بحسب الموضوع الذي تندرج تحته
 
 السياق المقصدي
 : يُقصد بالسياق المقصدي النظر إلى الآية القرآنية من خلال مقاصد القرآن الكلية،
 
 
 وعلى ضوء الرؤية القرآنية للموضوع المعالَج
 السياق اللغوي
 : ويقصد به قراءة النص وفهمه على ضوء علاقات ألفاظه بعضها ببعض
 
 من الغريب ان التعامل مع ايات
 
 
 القران غالبا ما تكون بعيدا عن كل ذلك
 
 
 وغالبا ما يتم التعامل بالاكتفاء بالروايه دون الدرايه
 ودون
 البحث والتدقيق في انواع السياقات الخاصه بلأيه
 
 
 رغم توافر الكتب التى تشرح ذلك ولكن ثقافة السمع
 
 
 غالبه علي العباد
 والدليل ما حدث مع الايه 3 من سورة المائدة
 
 ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
 
 وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)
 
 لتوضيح ذلك نتتبع ما جاء
 في امهات كتب التفاسير في شرح هذة الايه
 لنعرف المقصد الالهي من هذة الايه من خلال
 السياقات المختلفه ونعرف كيف
 أن الاهواء البشريه والاماني جاءت بفهم
 بعيد عن السياق القرانى لهذة الايه
 تفسير بن كثير
 
 
  (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
 ورضيت لكم الإسلام دينا)
 
 
 أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين
 الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام
 وأنزل به أشرف كتبه. وقال علي بن أبي طليحة
 عن ابن عباس قوله ”
 اليوم أكملت لكم دينكم ” وهو الإسلام
 
 
 عن هارون بن عنترة عن أبيه قال
 
 
 : لما نزلت” اليوم أكملت لكم دينكم”
 
 
 وذلك يوم الحج الأكبر بكى عمر فقال له النبي-
 صلى الله عليه وسلم-:
 ما يبكيك؟ قال: أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما
 إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص
 فقال صلي الله عليه وسلم: صدقت.
 ويشهد لهذا المعنى الحديث الثابت”
 إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء

——
فتح القد ير ليوم أكملت لكم دينكم” جعلته كاملاً غير
 محتاج إلى إكمال لظهوره
 على الأديان كلها وغلبته لها ولكمال أحكامه التي يحتاج المسلمون
 إليها من الحلال والحرام والمشتبه، ووفى ما تضمنه الكتاب
 والسنة من ذلك،
 ولا يخفى ما يستفاد من تقديم قوله: “لكم”. قال الجمهور: المراد
 
 
 بالإكمال هنا: نزول معظم الفرائض والتحليل والتحريم. قالوا
 : وقد نزل بعد ذلك قرآن كآية الربا وآية الكلالة ونحوهما.
 
 والمراد باليوم المذكور هنا هو يوم الجمعة،
 
 
 وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر،
 هكذا ثبت في الصحيح
 من حديث عمر بن الخطاب، وقيل: إنها نزلت
 في يوم الحج الأكبر. قوله:
 “وأتممت عليكم نعمتي” بإكمال الدين المشتمل على الأحكام
 وبفتح مكه
 وقهر الكفار
 وإياسهم عن الظهور عليكم كما وعدتكم بقولي:
 
 “ولأتم نعمتي عليكم”
 . قوله: “ورضيت لكم الإسلام ديناً
 ”: أي أخبرتكم برضاي به لكم فإنه سبحانه لم يزل راضياً
 لأمة نبيه صلى الله عليه وسلم بالإسلام
 فلا يكون لاختصاص الرضا بهذا اليوم كثير فائدة إن حملناه على ظاهره
 ، ويحتمل أن يريد رضيت لكم الإسلام الذي أنتم عليه اليوم ديناً
 
 ———-
 تفسير الطبري
 
 
 القول في تأويل قوله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
 
 
 
 قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
 
 فقال بعضهم: يعني جل ثناؤه بقوله: “
 اليوم أكملت لكم دينكم “، اليوم
 
 
 أكملت لكم، أيها المؤمنون، فرائضي
 عليكم وحدودي, وأمري
 إياكم ونهيي, وحلالي وحرامي, وتنـزيلي من ذلك
 ما أنـزلت منه في كتابي,
 وتبياني ما بيَّنت لكم منه بوحيي على لسان رسولي
 , والأدلة التي
 نصبتُها لكم على جميع ما بكم الحاجة إليه من أمر دينكم
 , فأتممت لكم جميع ذلك,
 
 , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش بعد نـزول هذه الآية
 إلا إحدى وثمانين ليلة.
 
 *ذكر من قال ذلك:
 
 – حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال،
 
 
 حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله:
 ” اليوم أكملت لكم دينكم “،
 وهو الإسلام.
 قال: أخبر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
 أنه قد أكمل لهم الإيمان،
 
 
 –
 
 – حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال
 
 
 ، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: مكث النبي صلى الله
 عليه وسلم بعد ما نـزلت هذه الآية،
 إحدى وثمانين ليلة, قوله: ” اليوم أكملت لكم دينكم
 
 حدثنا سفيان قال، حدثنا ابن فضيل, عن هارون بن عنترة,
 عن أبيه قال: لما نـزلت
 
 اليوم أكملت لكم دينكم “، وذلك يوم الحج الأكبر, بكى عمر
 
 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قال: أبكاني
 أنّا كنا في زيادة من ديننا, فأما إذ كمل، فإنه لم يكمل شيء إلا نقص!
 
 فقال: صدقت.
 * * *
 
 قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب،
 
 
 أن يقال: إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم
 والمؤمنين به, أنه أكمل
 لهم يوم أنـزل هذه الآية على نبيه دينَهم
 , بإفرادهم بالبلدَ الحرام وإجلائه عنه المشركين,
 حتى حجَّه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون.
 
 فأما الفرائض والأحكام, فإنه قد اختلف فيها:
 
 هل كانت أكملت ذلك اليوم، أم لا؟ فروي
 عن ابن عباس والسدّي ما ذكرنا عنهما قبل
 وروي عن البراء بن عازب أن آخر آية نـزلت من القرآن:
 
 يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ
 
 
 [سورة النساء: 176)
 
 ولا يدفع ذو علم أن الوحي لم ينقطع عن رسول
 الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قُبِض
 
 
 , بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعًا.
 فإذ كان ذلك كذلك وكان قوله: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ
 
 
 آخرَها نـزولا وكان ذلك من الأحكام والفرائض كان معلومًا
 أن معنى قوله: ” اليوم أكملت لكم دينكم “،
 
 
 على خلاف الوجه الذي تأوَّله من تأوَّله أعني
 : كمال العبادات والأحكام والفرائض.
 
 فإن قال قائل: فما جعل قولَ من قال: ” قد نـزل بعد ذلك فرض “،
 أولى من قول من قال: ” لم ينـزل “؟
 
 
 قيل: لأن الذي قال: ” لم ينـزل “, مخبر أنه لا يعلم نـزول فرض
 , والنفي لا يكون شهادة, والشهادة قول
 من قال: ” نـزل “. وغير جائز دفع خبر الصادق
 فيما أمكن أن يكون فيه صادقًا.
 
 * * *
 
 القول في تأويل قوله : وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
 
 
 قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك
 : وأتممت نعمتي، أيها المؤمنون،
 بإظهاركم على عدوِّي وعدوكم من المشركين,
 ونفيِي إياهم عن بلادكم
 , وقطعي طمعهم من رجوعكم وعودكم إلى ما كنتم عليه من الشرك.
 
 * * *
 
 القول في تأويل قوله : وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
 
 
 قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه
 : ورضيت لكم الاستسلام لأمري، والانقياد لطاعتي,
 على ما شرعت لكم من حدوده وفرائضه
 ومعالمه ” دينًا “، يعني بذلك: طاعة
 
 اليوم أكملت لكم دينكم” جعلته كاملاً غير
 محتاج إلى إكمال لظهوره
 على الأديان كلها وغلبته لها ولكمال أحكامه التي يحتاج المسلمون
 إليها من الحلال والحرام والمشتبه، ووفى ما تضمنه الكتاب
 والسنة من ذلك،
 ولا يخفى ما يستفاد من تقديم قوله: “لكم”. قال الجمهور: المراد
 
 
 بالإكمال هنا: نزول معظم الفرائض والتحليل والتحريم. قالوا
 : وقد نزل بعد ذلك قرآن كآية الربا وآية الكلالة ونحوهما.
 
 والمراد باليوم المذكور هنا هو يوم الجمعة،
 
 
 وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر،
 هكذا ثبت في الصحيح
 من حديث عمر بن الخطاب، وقيل: إنها نزلت
 في يوم الحج الأكبر. قوله:
 “وأتممت عليكم نعمتي” بإكمال الدين المشتمل على الأحكام
 وبفتح مكه
 وقهر الكفار
 وإياسهم عن الظهور عليكم كما وعدتكم بقولي:
 
 “ولأتم نعمتي عليكم”
 . قوله: “ورضيت لكم الإسلام ديناً
 ”: أي أخبرتكم برضاي به لكم فإنه سبحانه لم يزل راضياً
 لأمة نبيه صلى الله عليه وسلم بالإسلام
 فلا يكون لاختصاص الرضا بهذا اليوم كثير فائدة إن حملناه على ظاهره
 ، ويحتمل أن يريد رضيت لكم الإسلام الذي أنتم عليه اليوم ديناً
 ———-
 تفسير الطبري
 
 
 القول في تأويل قوله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
 
 
 
 قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
 
 فقال بعضهم: يعني جل ثناؤه بقوله: “
 اليوم أكملت لكم دينكم “، اليوم
 
 
 أكملت لكم، أيها المؤمنون، فرائضي
 عليكم وحدودي, وأمري
 إياكم ونهيي, وحلالي وحرامي, وتنـزيلي من ذلك
 ما أنـزلت منه في كتابي,
 وتبياني ما بيَّنت لكم منه بوحيي على لسان رسولي
 , والأدلة التي
 نصبتُها لكم على جميع ما بكم الحاجة إليه من أمر دينكم
 , فأتممت لكم جميع ذلك,
 
 , وأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعش بعد نـزول هذه الآية
 إلا إحدى وثمانين ليلة.
 
 *ذكر من قال ذلك:
 
 – حدثني المثنى قال، حدثنا عبد الله قال،
 
 
 حدثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس قوله:
 ” اليوم أكملت لكم دينكم “،
 وهو الإسلام.
 قال: أخبر الله نبيَّه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين
 أنه قد أكمل لهم الإيمان،
 
 
 –
 
 – حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال
 
 
 ، حدثني حجاج, عن ابن جريج قال: مكث النبي صلى الله
 عليه وسلم بعد ما نـزلت هذه الآية،
 إحدى وثمانين ليلة, قوله: ” اليوم أكملت لكم دينكم
 
 حدثنا سفيان قال، حدثنا ابن فضيل, عن هارون بن عنترة,
 عن أبيه قال: لما نـزلت
 
 اليوم أكملت لكم دينكم “، وذلك يوم الحج الأكبر, بكى عمر
 
 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك؟ قال: أبكاني
 أنّا كنا في زيادة من ديننا, فأما إذ كمل، فإنه لم يكمل شيء إلا نقص!
 
 فقال: صدقت.
 * * *
 
 قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب،
 
 
 أن يقال: إن الله عز وجل أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم
 والمؤمنين به, أنه أكمل
 لهم يوم أنـزل هذه الآية على نبيه دينَهم
 , بإفرادهم بالبلدَ الحرام وإجلائه عنه المشركين,
 حتى حجَّه المسلمون دونهم لا يخالطهم المشركون.
 
 فأما الفرائض والأحكام, فإنه قد اختلف فيها:
 
 هل كانت أكملت ذلك اليوم، أم لا؟ فروي
 عن ابن عباس والسدّي ما ذكرنا عنهما قبل
 وروي عن البراء بن عازب أن آخر آية نـزلت من القرآن:
 
 يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ
 
 
 [سورة النساء: 176)
 
 ولا يدفع ذو علم أن الوحي لم ينقطع عن رسول
 الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قُبِض
 
 
 , بل كان الوحي قبل وفاته أكثر ما كان تتابعًا.
 فإذ كان ذلك كذلك وكان قوله: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ
 
 
 آخرَها نـزولا وكان ذلك من الأحكام والفرائض كان معلومًا
 أن معنى قوله: ” اليوم أكملت لكم دينكم “،
 
 
 على خلاف الوجه الذي تأوَّله من تأوَّله أعني
 : كمال العبادات والأحكام والفرائض.
 
 فإن قال قائل: فما جعل قولَ من قال: ” قد نـزل بعد ذلك فرض “،
 أولى من قول من قال: ” لم ينـزل “؟
 
 
 قيل: لأن الذي قال: ” لم ينـزل “, مخبر أنه لا يعلم نـزول فرض
 , والنفي لا يكون شهادة, والشهادة قول
 من قال: ” نـزل “. وغير جائز دفع خبر الصادق
 فيما أمكن أن يكون فيه صادقًا.
 
 * * *
 
 القول في تأويل قوله : وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
 
 
 قال أبو جعفر: يعني جل ثناؤه بذلك
 : وأتممت نعمتي، أيها المؤمنون،
 بإظهاركم على عدوِّي وعدوكم من المشركين,
 ونفيِي إياهم عن بلادكم
 , وقطعي طمعهم من رجوعكم وعودكم إلى ما كنتم عليه من الشرك.
 
 * * *
 
 القول في تأويل قوله : وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
 
 
 قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه
 : ورضيت لكم الاستسلام لأمري، والانقياد لطاعتي,
 على ما شرعت لكم من حدوده وفرائضه
 ومعالمه ” دينًا “، يعني بذلك: طاعة
 القرطبى
 
 
 الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
 وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
 
 
 وَذَلِكَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين كَانَ بِمَكَّة
 لَمْ تَكُنْ إِلَّا فَرِيضَة الصَّلَاة وَحْدهَا
 ,
 فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَة أَنْزَلَ اللَّه الْحَلَال وَالْحَرَام إِلَى أَنْ حَجَّ ;
 فَلَمَّا حَجَّ وَكَمُلَ الدِّين نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة
 : ” الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ “
 
 
 وَقَرَأَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى عُمَر ;
 فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
 
 ( مَا يُبْكِيك )
 ؟ فَقَالَ : أَبْكَانِي أَنَّا كُنَّا فِي زِيَادَة مِنْ دِيننَا فَأَمَّا
 إِذْ كَمُلَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكْمُل شَيْء إِلَّا نَقَصَ
 . فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 : ( صَدَقْت)
 
 وَرَوَى مُجَاهِد أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ يَوْم فَتْح مَكَّة .
 
 قُلْت : الْقَوْل الْأَوَّل أَصَحّ ,
 
 أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي يَوْم جُمُعَة وَكَانَ يَوْم عَرَفَة بَعْد الْعَصْر
 فِي حَجَّة الْوَدَاع سَنَة عَشْر
 وَرَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاقِف بِعَرَفَة عَلَى نَاقَته الْعَضْبَاء ,
 
 فَكَادَ عَضُد النَّاقَة يَنْقَدّ مِنْ ثِقَلهَا فَبَرَكَتْ
 
 
 . و ” الْيَوْم ” قَدْ يُعَبَّر بِجُزْءٍ مِنْهُ عَنْ جَمِيعه ,
 وَكَذَلِكَ عَنْ الشَّهْر بِبَعْضِهِ ; تَقُول :
 فَعَلْنَا فِي شَهْر كَذَا وَكَذَا وَفِي سَنَة كَذَا كَذَا ,
 وَمَعْلُوم أَنَّك لَمْ تَسْتَوْعِب الشَّهْر وَلَا السَّنَة
 
 
 وَذَلِكَ مُسْتَعْمَل فِي لِسَان الْعَرَب وَالْعَجَم
 
 
 وَالدِّين عِبَارَة عَنْ الشَّرَائِع الَّتِي شَرَعَ وَفَتَحَ لَنَا
 فَإِنَّهَا نَزَلَتْ نُجُومًا وَآخِر مَا نَزَلَ مِنْهَا هَذِهِ الْآيَة ,
 وَلَمْ يَنْزِل بَعْدهَا حُكْم , قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَالسُّدِّيّ
 , وَقَالَ الْجُمْهُور
 : الْمُرَاد مُعْظَم الْفَرَائِض وَالتَّحْلِيل وَالتَّحْرِيم ,
 
 قَالُوا :
 
 وَقَدْ نَزَلَ بَعْد ذَلِكَ قُرْآن كَثِير ,
 
 وَنَزَلَتْ آيَة الرِّبَا , وَنَزَلَتْ آيَة الْكَلَالَة إِلَى غَيْر ذَلِكَ ,
 
 وَإِنَّمَا كَمُلَ مُعْظَم الدِّين وَأَمْر الْحَجّ ,
 
 إِذْ لَمْ يَطُفْ مَعَهُمْ فِي هَذِهِ السَّنَة مُشْرِك
 
 
 , وَلَا طَافَ بِالْبَيْتِ عُرْيَان , وَوَقَفَ النَّاس كُلّهمْ بِعَرَفَة
 
 
 , وَقِيلَ : ” أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ
 
 
 بِأَنْ أَهْلَكْت لَكُمْ عَدُوّكُمْ وَأَظْهَرْت دِينكُمْ عَلَى الدِّين كُلّه كَمَا تَقُول
 : قَدْ تَمَّ لَنَا مَا نُرِيد إِذَا كُفِيت عَدُوّك .
 
 ” وَأَتْمَمْت عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ” أَيْ بِإِكْمَالِ الشَّرَائِع وَالْأَحْكَام
 وَإِظْهَار دِين الْإِسْلَام كَمَا وَعَدْتُكُمْ , إِذْ قُلْت :
 
 ” وَلِأُتِمّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ ” [ الْبَقَرَة : 150 ]
 وَهِيَ دُخُول مَكَّة . آمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا اِنْتَظَمَتْهُ
 هَذِهِ الْمِلَّة الْحَنِيفِيَّة إِلَى دُخُول الْجَنَّة فِي رَحْمَة اللَّه تَعَالَى
 . لَعَلَّ قَائِلًا يَقُول :
 
 قَوْله تَعَالَى : ” الْيَوْم أَكْمَلْت لَكُمْ دِينكُمْ “
 
 
 يَدُلّ عَلَى أَنَّ الدِّين كَانَ غَيْر كَامِل فِي وَقْت مِنْ الْأَوْقَات
 
 
 , وَذَلِكَ يُوجِب أَنْ يَكُون جَمِيع مَنْ مَاتَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ
 وَالْأَنْصَار وَاَلَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرً
 وَالْحُدَيْبِيَة وَبَايَعُوا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
 وَسَلَّمَ الْبَيْعَتَيْنِ جَمِيعًا ,
 
 وَبَذَلُوا أَنْفُسهمْ لِلَّهِ مَعَ عَظِيم مَا حَلَّ بِهِمْ مِنْ أَنْوَاع الْمِحَن
 
 
 مَاتُوا عَلَى دِين نَاقِص ,
 
 وَأَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
 فِي ذَلِكَ كَانَ يَدْعُو النَّاس إِلَى دِين نَاقِص
 , وَمَعْلُوم أَنَّ النَّقْص عَيْب , وَدِين اللَّه تَعَالَى قِيَم ,
 كَمَا قَالَ تَعَالَى : ” دِينًا قِيَمًا ” [ الْأَنْعَام : 161 ]
 
 ———
 ونحرج من هذا كله بالاتي
 
 
 هل الدين الاسلامى ظل عشرون عاما الا واحد
 وثمانون يوما دين ناقص حتي
 
 
 نزلت هذة الايه؟
 
 
 هل من مات من المسلمون الاوائل قبل نزول هذة الايه
 
 
 قد مات علي دين ناقص؟
 
 
 ما حكم من لم يؤمن بالاسلام قبل نزول هذه الايه؟
 فعدما أكتمال أركان الدين
 يجعله غير ملزم للناس ويكون ذريعه قويه للرفض
 فأكتمال اركان الدين المعيار الوحيد للأيمان به
 
 
 
 ———-
 من المعروف ان الاسلام بنى علي خمس
 
 
 والركن الخامس
 
 
 هو الحج
 
 
 ولم يحج الرسول الا في يوم نزول هذه الايه
 
 
 و من ثما الايه
 
 
 تعنى اكتمال اركان الاسلام الخمس
 
 
 ومن التفاسير السابقه
 
 
 ” اليوم أكملت لكم دينكم “
 ——،
 اي
 اليوم
 
 
 أكملت لكم، أيها المؤمنون، فرائضي عليكم وحدودي, وأمري
 إياكم ونهيي, وحلالي وحرامي
 
 
 واذا كانت هذة الايه تعنى انه لن تكون هناك اي
 ايات أضافيه لأكتمال الدين ؟
 
 فكيف نفسر نزول أيات تشريعيه
 تمثل ركنا هاما من اركان التشريع الاسلام
 وهي اية تحريم الربا ؟
 وايه الكلاله
 
 
 جاء في تفسير القرطبى
 
 
 قَالُوا : وَقَدْ نَزَلَ بَعْد ذَلِكَ
 قُرْآن كَثِير , وَنَزَلَتْ آيَة الرِّبَا , وَنَزَلَتْ آيَة الْكَلَالَه
 
 
 ———
 
 
 هل القران الذى نزل علي الرسول في خلال
 81 يوم بعد نزول هذة الايه
 
 
 زيادة بعد الكمال !!!!
 وهل الزيادة بعد الكمال
 تبقي الكمال كمالا؟!!!
 
 
 
 
 ———-
 
 
 نَزَلَتْ فِي يَوْم الْحَجّ الْأَكْبَر
 
 
 وَقَرَأَهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَكَى عُمَر
 
 
 ; فَقَالَ لَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا يُبْكِيك
 
 
 ؟ فَقَالَ : أَبْكَانِي أَنَّا كُنَّا فِي زِيَادَة مِنْ دِيننَا فَأَمَّا
 إِذْ كَمُلَ فَإِنَّهُ لَمْ يَكْمُل شَيْء إِلَّا نَقَصَ
 
 
 . فَقَالَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقْت
 
 كيف يكون النقصان
 
 
 الذى قال عنه عمر
 
 
 وصدق الرسول عليه بقوله
 صدقت)
 
 
 
 ————–
 
 
 
 
 
 والسياقات الختلفه للأيه توضح ان الكمال المقصود يخلتف تماما عما يروج له ألان ممن يلقون
 
 في روع الناس
 انهم اصحاب الحق الحصري فى فهم أيات الكتاب
 
 وهم يروجون ان البشر ليسوا في حاجة الي
 رساله الهيه جديدة لأن الكمال قد تحقق فى الكتاب
 وما الجديد الذي سوف يكون في الشريعه الجديدة ولم يأتي به الله!!!!!
 كبرت كلمه تخرج من أفواههم
 أن الرحمه الالهيه من انقطعت يوم
 وما ترك الله الانسان يذهب سدي
 وكأنهم أعلم من الله وكأنهم قد أطلعوا على الغيب
 
 وهل توهم البشروأمانهم
 اصبح ملزم لله
 وعلي الارادة الالهيه أتباع أهوائهم
 وكأنهم لم يسمعوا قول الله تعالي
 -): ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن}
 [المؤمنون: 71
 
 ” لأن الله لوجعل امر
 
 التشريع وإرسال الرسل ونحو ذلك تابعاً لأهواء البشر الفاسدة، لفسدت السموات والأرض
 ، ومن فيهن، لأن أهواءهم وأمانهم
 الباطلة، لا يمكن أن تقوم عليها السماء والأرض وذلك لفساد أهوائهم واختلافها.
 فالأهواء الفاسدة المختلفة لا يمكن أن
 
 يقوم عليها نظام السماء والأرض ومن فيهن، بل لو كانت هي المتبعة لفسد الجميع”
 لأن استقامة نظام العالم تقوم بارادة الله فهوتبارك وتعالي صاحب
 الحق المنفرد بالتشريع،
 وبالنسخ والابدال والأمر والنهي
 
 

 

========
لتوضيح هذا المفهوم نستعرض
ماجاء في وصف التوراة في القران الكريم
الانعام ايه 154
( ُثمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ

وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يوقنون)

———–
الاعراف ايه 145

(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ)

—–

لقد وصف الله التوراة باوصاف اقوي من اية
((اليوم اكلمت لكم دينكم )
3 من المائدة
—-
فقد وصف الله التوراة بانها

1- تمام

2- تفصيلا لكل شئ

3-علي الذى احسن

4 – هدي ورحمه

5- ان الله كتب فيه كل شئ

———

كل هذة الصفات

عن التوراة وهي بدون ادني شك اقوي بكثير من الايه 3 من سورة المائدة( اليوم أكملت لكم دينكم)
بل المدلول اللفظى
يعطي معني اكثر دقة ووضوح

ومع ذلك انزل الله الانجيل
والقران بعدها
السؤال ما هو الجديد الى سوف يكون في الانجيل والقران
بعدما كتب الله بيد قدرته انه تبارك وتعالي قد كتب في التوراة
كل شئ؟
كيف يمكن الأن لاهل الاسلام حل هذة الاشكاليه
—–
ان كل كتاب كامل وتمام حتي يقضي الكتاب اجله
فكل كتاب له اجل وكل امه لها اجل

الرعد ايه 38
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ
بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ *
يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ)

=======
جاء في تفسير الطبري
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا إسحاق بن يوسف، عن جويبر، عن الضحاك، فـي قوله
: { لِكُلّ أجَلٍ كِتابٌ }
يقول: لكلّ كتاب ينزل من السماء أجل
، فـيـمـحو الله من ذلك ما يشاء ويثبت، وعنده أم الكتاب.
—–
تفسير الطبري
قيل: معناه: لكل كتابٍ أنـزله الله من السماء أجَلٌ .
* ذكر من قال ذلك:
– حدثني المثنى قال: حدثنا إسحاق بن يوسف, عن جويبر, عن الضحاك في قوله: (لكلّ أجل كتاب)
، يقول: لكل كتاب ينـزل من السماء أجل
, فيمحُو الله من ذلك ما يشاءُ ويُثْبت, وعنده أمُّ الكتاب . )
* * *
تفسير بن كثير
{لكل أجل كتاب}:

أي لكل كتاب أجل، يعني لكل كتاب أنزل من
السماء مدة مضروبة عند اللّه ومقدار معين.

—–
ايسر التفاسير
وقوله: { لكل أجل كتاب }
اي لكل وقت محدد يعطي الله تعالى فيه او يمنع كتاب كتب فيه ذلك الأجل وعين فلا فوضى ولا انف
، وقوله: { يمحمو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب }
رد على قولهم لم يثبت الشيء ثم يبطله كاستقبال بيت المقدس ثم الكعبة وكالعدة من الحول
الى اربعة أشهر وعشرة فاعلهم ان الله تعالى يمحو ما يشاء من الشرائع والاحكام بحسب حاجة عباده
ويثبت كذلك ما هو صالح لهم نافع، { وعنده أم الكتاب } اي الذي حوى كل المقادير
فلا يدخله تبديل ولا تغيير كالموت والحياة والسعادة والشقاء، وفي الحديث:
” رفعت الأقلام وجفت الصحف ” رواه مسلم.
————-
تفسير روح المعاني
(لِكُلّ أَجَلٍ }
أي لكل وقت ومدة من الأوقات والمدد
{ كِتَابٌ } حكم معين يكتب على العباد حسبما تقتضيه الحكمة ،
فإن الشرائع كلها لإصلاح أحوالهم في المبدأ والمعاد ،
ومن قضية ذلك أن تختلف حسب أحوالهم المتغيرة حسب تغير
الأوقات كاختلاف العلاج حسب اختلاف أحوال المرضى بحسب الأوقات
، وهذا عند بعض رد الناس
لما أنكروه عليه عليه الصلاة والسلام
من نسخ بعض الأحكام كما أن ما قبله رد لطعنهم بعدم الإتيان بالمعجزات المقترحة .

———-
فقد كتب الله كل شئ في التوراة يصلح لامة
موسى حتي ينتهي اجلها
وعندما انتهي اجلها
انزل الله الانجيل و
كان كا ملا وكتب الله فيه كل شئ
يناسب الامه المسيحية
حتي
جاء الوعد وانتهي اجل الانجيل أنزل الله القران
وعندما بلغ القران اجله انزل الله كتب والواح حضرة بهاء الله
المشكله تكمن في حب الناس لرسولهم
اكثر من حبهم لله
وتمسكهم بكتابهم اكثر من تمسكهم بالله
فالله الذي انزل التوارة
انزل الانجيل فما المشكله أن كنت احب الله
ان اقرأ الا يات الالهيه في الانجيل وفي القران وفي كتب
حضرة بهاء الله
يجب علينا أن
لا ننظر الى السراج ولكن ننظر الي النور الذي
يشع من السراج

فالله الواحد الاحد أياته
في كل الكتب المقدسه
صادر من ذاته المقدسه

فهل الناس اكثر حرصا علي الكتب المقدسه الالهيه
اكثر من الله تبارك وتعالي الذى أنزل هذة الكتب

الله
له حكمه في نسخ الايات التي في الكتاب
بأيات خيرا منها او مثلها في كتاب اخر
وعلي الناس الخضوع للارادة الالهيه
فهذا هو الامتحان الالهي للبشر
فالله يرسل الرسالات السماويه لامتحان البشر
ولكن يا حسرة علي العباد
جعلوا الرسالات السماويه
امتحان لله
وخرجوا علينا بأن هذة رساله سماويه واخري
غير سماويه

هل البشر يضعون لله قواعد يجب ان يسير عليها
حتي تحصل الرسالات الالهيه لختم من اهل الارض بأنها صالحة لتعاطي بني البشر الذين خلقوا من الله بكلمه
فالانسان خلق بكلمه واهتدي الي الله بكلمه اخري
و

بعدما تعلموا عبر الايات النازله من سماء الارادة الالهيه
قوله الاعزفي التوارة
من الوصايا العشر
(لا تجرب الرب الهك)
ولكن الناس
في وهم عظيم بأن لهم
في اقوال كبرائهم عصمه من الحساب الالهي

وأنهم اذا وضعوا المسائل الالهيه في رقبه عالم يصل سالم
كما يروج مدعوا العلم الذين لاتجد اثنان متفقان في حكم ولا اثنان متحدان في رأى اذا

 اجتعموا اجتمعوا علي الفرقة
ولكنهم اجتمعوا واتفقواعلي ان يبقوا جاثمين علي صدور
عباد الله

—-
السؤال هل هناك تصريح
من الله بنسخ ايات الكتاب؟
الاجابه نعم
في كثير من الايات الالهيه تصريحا واضحا لا غموض فيه ولا أبهام
علي نسخ الايات بايات غير منها او مثلها
او أن يبدل ايه مكان ايه اخري
وهذا ما جاء صراحة في هذة الايه

—————–
وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ
(101)

النحل
———-
تفسير القرطبى

وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ
——————————-
قيل : المعنى بدلنا شريعة متقدمة بشريعة مستأنفة ; قاله ابن بحر
. مجاهد : أي رفعنا آية وجعلنا موضعها غيرها . وقال الجمهور : نسخنا آية بآية أشد منها عليهم .
والنسخ والتبديل رفع الشيء مع وضع غيره مكانه
قَالُوا

يريد كفار قريش .

إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ

أي كاذب مختلق , وذلك لما رأوا من تبديل الحكم .

بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ

لا يعلمون أن الله شرع الأحكام وتبديل البعض بالبعض
————-
تفسير البيضاوي

.”وإذا بدلنا آية مكان آية”بالنسخ فجعلنا الآية الناسخة مكان المنسوخة لفظاً أو حكماً
. “والله أعلم بما ينزل “من المصالح فلعل ما يكون مصلحة في وقت يصير مفسدة بعده فينسخه ،
وما لا يكون مصلحة حينئذ يكون مصلحة الآن فيثبته مكانه

===========
هذا بيت القصيد
المعنى بدلنا شريعة متقدمة بشريعة مستأنفة
لاحقه عليها
ويجب علي الجميع النظر الى هذا القول الالهي
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ)
الذى يفحم كل متحذلق متفلسف
يقول ما الحاجة الى رساله جديدة وهل
ديننا ناقص شئ حتي تكون هناك رساله الهيه جديدة وما الذي سوف يكون جديد فيها
نقول له اسمع الرد الالهي
(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ)
وليس حضرتك مهما علا شأنك
وعظم امرك في عين الناس
فانت عند الله لا تساوي سواد عين نملة ميتة
==============

وقال تعالى:
(ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله
على كل شيء قدير)
البقرة

106
تفسير فتح القدير

النسخ في كلام العرب على وجهين:

أحدهما النقل كنقل كتاب من آخر، وعلى هذا يكون القرآن كله منسوخً

: أعني من اللوح المحفوظ، فلا مدخل لهذا

المعنى في هذه الآية، ومنه “إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون” أي نأمر بنسخه

. الوجه الثاني الإبطال والإزالة، وهو المقصود هنا
وفي صحيح مسلم “لم تكن نبوة قط إلا تناسخت” أي تحولت من حال إلى حال.
وقال ابن جرير: “ما ننسخ” ما ننقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره، وذلك أن نحول الحلال حراماً

، والحرام حلالاً، والمباح محظوراً، والمحظور مباحاً، ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق

والمنع والإباحة فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ،

وأصل النسخ من نسخ الكتاب، وهو نقله من نسخة إلى أخرى،

فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره إنما هو تحويله إلى غيره، وسواء نسخ حكمها

أو خطها، إذ هي كلتي حالتيها منسوخة انتهى

وقوله: “أو ننسها” قرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح النون والسين والهمز،

وبه قرأ عمر وابن عباس وعطاء ومجاهد وأبي بن كعب وعبيد بن عمير والنخعي وابن محيصن

ومعنى هذه القراءة نؤخرها عن النسخ من قولهم
: نسأت هذا الأمر إذا أخرته. قال ابن فارس:

ويقولون نسأ الله في أجلك وأنسأ الله أجلك. وقد انتسأ القوم إذا تأخروا وتباعدوا، ونسأتهم أنا أخرتهم،

وقيل: معناه نؤخر نسخ لفظها: أي نتركه في أم الكتاب فلا يكون. وقيل: نذهبها عنكم حتى لا تقرأ ولا تذكر
. وقرأ الباقون
: “ننسها” بضم النون من النسيان الذي بمعنى الترك: أي نتركها فلا نبدلها ولا ننسخها

، ومنه قوله تعالى: “نسوا الله فنسيهم” أي: تركوا عبادته فتركهم في العذاب

. واختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم .

وحكى الأزهري أن معناه نأمر بتركها يقال: أنسيته الشيء: أي أمرته بتركه، ونسيته تركته
، ومنه قول الشاعر:
إن علي عقبة أقضيها لست ********

بناسيها ولا منسيها

انتهي

————-

تفسير القرطبي
ما ننسخ من آية
” . معرفة هذا الباب أكيدة وفائدته عظيمة , لا يستغني عن معرفته العلماء , ولا ينكره إلا الجهلة الأغبياء

. عن ابن عباس رضي الله عنهما . النسخ في كلام العرب على وجهين
: [ أحدهما ] النقل , كنقل كتاب من آخر . وعلى هذا يكون القرآن كله منسوخا

, أعني من اللوح المحفوظ وإنزاله إلى بيت العزة في السماء الدنيا , وهذا لا مدخل له في هذه الآية

, ومنه قوله تعالى : ” إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ” [ الجاثية : 29 ]
أي نأمر بنسخه وإثباته
. [ الثاني ] الإبطال والإزالة , وهو المقصود هنا , وهو منقسم في اللغة على ضربين
: أحدهما : إبطال الشيء وزواله وإقامة آخر مقامه , ومنه نسخت الشمس الظل

إذا أذهبته وحلت محله , وهو معنى قوله تعالى

: ” ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها
” . وفي صحيح مسلم
) لم تكن نبوة قط إلا تناسخت ) أي تحولت من حال إلى حال , يعني أمر الأمه

.
.”وإذا بدلنا آية مكان آية”بالنسخ فجعلنا الآية الناسخة مكان المنسوخة لفظاً أو حكماً
. “والله أعلم بما ينزل “من المصالح فلعل ما يكون مصلحة في وقت يصير مفسدة بعده فينسخه

، وما لا يكون مصلحة حينئذ يكون مصلحة الآن فيثبته مكانه


والمستفاد من لفظ “نَنْسَخْ”
أن بين آيات الله وحدة لا تنفصم بطول الزمن بين رسالة وأخرى،

فالآية اللاحقة إن تعارض حكمها أو مفهومها مع آيات سابقة حلّت محلّها واعتبرت تعديلاً لها، لأنه
لا يتصور وجود تناقض في كلام الله وتفاوت في الأحكام التي يطلب من عباده اتباعها في زمن معين.
والآية المذكورة تجزم بأن الآية الناسخة إمّا تماثل المنسوخة أو هي خير منها.

ولا يفهم من لفظ “خير منها” في هذا الموضع معنى المفاضلة بين الآيات سواء
من حيث صوابها أو دقة إحكامها، فذلك مناف للكمال الإلهي ودوامه على حال واحد
لا أحسن فيها ولا أسوأ.

فليست المفاضلة هي المراد من قوله: “بِخَيرٍ مِنْهَا” وإنّما المقصود أن الله

يبدّل آياته وأحكامه بما يناسب مدارك الإنسان المتنامية، وظروف نشأته المتغيّرة.

وواقع الحال أنه ليس تغييراً وتبديلاً لتصحيح أو تحسين الكلام، ولكنه

استبدال اقتضاه التدرج في تربية الإنسان وتهذيب

فكره وتنظيم حياته، فآيات الله نظم مكنون في كتاب محفوظ يكشف

عنه رسله تعالى بقدر طاقة أهل الإمكان ووفقاً لمدى تقدمهم وقابلياتهم.

وليس من شأن العبد أن يقارن أو يفاضل بين أجزاء هذا النظم، وإنّما واجبه التسليم والإيمان بما فيه
“كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا”٢.
من هنا نرى أنّ الإسلام والمسيحية واليهودية والبهائيه

كلّها من حيث أصولها وغاياتها فيض إلهي واحد، وهي تختلف بطبيعة الحال
من حيث زمانها وأسلوبها وتعاليمها ولكنها

متحدة في سعيها لعلاج ما اختل من شؤون المجتمع البشري بما يتفق مع درجة بلوغه
ورشده، وإعداده لمتابعة السير في مراحل التطوّر الروحاني غير المتناهية.

——————————–
ارجو من الجميع ان يقرأ نهايه هذة الايه

(ألم تعلم أن الله
على كل شيء قدير)

هذا الاستفهام التقريري يفتح افاق العقل علي فهم هذة الايه ويجعل الزعم بنهايه

الوحي الالهي
وانقطاع الفيض الصمدني وانتهاء الرحمه الربانيه
للانسانيه هو نسخ للقدرة الالهيه ومصادرة علي حق الله

في ارسال الرسل فمن الناس من لا يقدّر الله
حق قدره أذ يقول ما انزل الله علي بشرا من شئ

————-

يفسّر لنا حضرة بهاءالله أنّ لكل دورٍ يمرّ به
العائلة البشريّة احتياجاتِه الخاصّة به،
وأنّ لكلّ مرحلةٍ من مراحل تطوّر الحضارة الإنسانية مشاكلَها وأمراضَها الخاصّة بها …

كما أنّ للإنسانيّة في كلّ هذه الأدوار والمراحل علاجها الذي وحده الحكيم الإلهي

على علمٍ تامٍّ به.
أمّا العصر الحاضر، فيَجزِم حضرة بهاءالله بأنّه زمان بلوغ العالم، وأوان اتحاد

واتفاق بني البشر في أسرة عالمية كبرى، تُحقّ لكل فردٍ منها حقَّه كاملاً؛ توُفِّر له جميع حاجاته
؛ وتَضمَن له حياةً كريمة ذات سلامٍ وأمان.

حتّى نستطيع أن نقول بأنّ هذه الوحدة الشاملة،
التي تحتضن وتعتنق كل الناس بدون استثناء، هي مِحوَر الدين البهائئ
، ولُبّه وأساسه المتين. “ليس الفخر لحُبّّكم أنفسَكم، بل لحُبّكم أبناءَ جِنسِكم .

 

 


أضف تعليق

التصنيفات